الأحد، أكتوبر 09، 2011

الجلوس في المسجد لأجل التعزية ؟

السؤال : 
ما حكم الجلوس في المسجد لأجل التعزية ؟ 

الجواب :
الحمد لله 
الجلوس للتعزية سواء كان في المسجد أو البيت ... بدعة محدثة ؛ لحديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال : (كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنْ النِّيَاحَةِ ) رواه أحمد (6866) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله
قال الإمام الشافعي رحمه الله : " وأكره المأتم , وهي الجماعة , وإن لم يكن لهم بكاء فإن ذلك يجدد الحزن , ويكلف المؤنة مع ما مضى فيه من الأثر " انتهى من الأم (1/318) .
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (12/189) : " كره الفقهاء الجلوس للتعزية في المسجد . وكره الشافعية والحنابلة الجلوس للتعزية ؛ بأن يجتمع أهل الميت في مكان ليأتي إليهم الناس للتعزية ; لأنه محدث وهو بدعة ; ولأنه يجدد الحزن " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " بالنسبة لأهل الميت لا يشرع لهم الاجتماع في البيت، وتلقي المعزين؛ لأن هذا عده بعض السلف من النياحة، وإنما يغلقون البيت، ومن صادفهم في السوق أو في المسجد عزاهم، فهاهنا أمران :
الأول: الذهاب إلى أهل الميت ، وهذا ليس بمشروع ، اللهم إلا كما قلت: إذا كان من الأقارب ويخشى أن يكون ترك ذلك قطيعة .
الثاني: الجلوس لاستقبال المعزين ، وهذا لا أصل له، بل عده بعض السلف من النياحة " انتهى من "مجموع الفتاوى" (17/343) .
وسئل رحمه الله : ما حكم وضع الكراسي في المسجد لتقبل العزاء ؟
فأجاب : "العزاء داخل المسجد غير مشروع ، فالمساجد لم تُبن للعزاء، إنما بنيت للصلاة ، وقراءة القرآن، والذكر، وما أشبه ذلك، ويمنع من وضع الكراسي فيها للعزاء لما فيه من تضييق على المسجد وحدوث فوضى فيه ، فإن كل أناس يريدون أن يضعوا فيه كراسي عزاء، مع أن أصل وضع الكراسي من أجل الاجتماع للعزاء غير معروف عند السلف، سواء كان في المسجد، أو في غيره " انتهى. من "مجموع الفتاوى"(17/354).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله: " وينبغي اجتناب أمرين وإن تتابع الناس عليهما: 
1- الاجتماع للتعزية في مكان خاص كالدار أو المقبرة أو المسجد .
2- اتخاذ أهل الميت الطعام لضيافة الواردين للعزاء" انتهى. من "أحكام الجنائز"(1/167).
وأما ما رواه أبو داود في سننه (3122) من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (لَمَّا قُتِلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَجَعْفَرٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْحُزْنُ وَذَكَرَ الْقِصَّةَ )، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود . "فلا نسلم أن جلوسه كان لأجل أن يأتيه الناس ليعزوه " انتهى من "أسنى المطالب" (1/334) .
وقال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله : " وليس في هذا الحديث دليل على الجلوس لاستقبال المعزين والزوار، وإنما فيه أنه جلس في المسجد متأثراً وحزيناً صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، ولعله جلس لأن الجلوس فيه راحة للإنسان، وهو أفضل لجسم الإنسان من أن يبقى قائماً " انتهى من شرح سنن أبي داود .
والحاصل أن الاجتماع للعزاء من البدع ، سواء كان في المسجد أم في غيره .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق