الجمعة، فبراير 15، 2013

رسالة إلى الأخت المتبرجة


Posted Image

رسالة إلى الأخت المتبرجة

 أيتها الأخت الكريمة:
يا من أفتخر بها لأنها مسلمة، وأعتز بها لطهرها وعفافها وحشمتها، وأرفع بها رأسي إعلانا بعفتها ونقاء سيرتها وسريرتها. لقد أكرمك الله تعالى فجعلك ممن يشهد شهادة الحق، ومنّ عليك فجعلك تركعين وتسجدين له بالليل والنهار، فالحمد لله على نعمه وأفضاله.
 أيتها الطيبة :


مالي أرى جمالك نهبٌ لكل أحد، فعينان بارزتان بألوان عدة تفتن الشيب قبل الشباب، وشعر تدلى، وحجاب شفاف كأنه يحتاج إلى حجاب، ويدان مخضبتان تجملت بالخواتيم المرصعة الجميلة، وإني أسألك بصراحة ؟ كل هذا لمن؟ {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}

 أختي المباركة:
إني أعلم أنك للخير محبة، وللعفة طالبة، ولما عند الله راغبة، ولذلك أكتب إليك وأنا على يقين بأنك لقولي ستسمعين، ولندائي ستجيبين، اسأل الله أن يرزقك ما تحبين.


 وإني أخيتي

لأدعوك للستر والعفاف، ومن ترك شيئاً لله ـ عز وجل ـ عوضه خيراً منه ، فنحن أعزنا بالإسلام، وإن ديننا ليأمرنا بالغطاء والحجاب وأن لا نكون فتنة للآخرين مهما كان الأمر ومهما عظمت رغبة الأنثى في إبداء زينتها، فالمؤمنة التقية مأجورة على تسترها وإخفاء محاسنها وما عند الله خير وأبقى .
ويا أيتها الكريمة
أنا لا أدعوك بأن تكوني منفرة في شكلك ومظهرك (فإن الله جميل يحب الجمال) ولكن كم أحزن عندما أرى ذلك الجمال مباحاً للجميع متاحاً ليرتع فيه القريب والبعيد؛ بينما جمال المؤمنة لزوجها فحسب، وكم يؤلمني أخيتي عندما أرى التبرج المشين والسفور الفاضح وإني أذكرك بنظر الله تعالى إليكِ وحلمه عليكِ {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} أذكرك بلقاء الله تعالى ليس بينكِ وبينه حجاب، فبماذا يكون الجواب ؟ ! ثم تخيلي معي كم رجل ذا لب فتن بمتبرجة فخسر دينه بسببها ولا حول ولا قوة إلا بالله، نسأل الله لنا ولك العفو والعافية.
وإني أناديك بنداء الفطرة والإسلام فلا تكوني سلاحاً في يد عدونا، فإن العدو يسعى حثيثًا وبكل وسائله وأساليبه لتكوني كما يريد  .. سافرة .. متبرجة .. متزينة .. مخالطة للرجال في كل مكان .. وحذار أن تتبعي خطوات شياطين الإنس والجن {وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} فيا ليتك تقطعين عليهم الطريق وتقولي: إنا بنت الإسلام، أنا بنت الطهر والعفاف .. أخزاكم الله، ولن تنالوا مني مرادكم فإن الله أعزني بديني وحجابي والله يتولى الصالحين .
اختي الكريمة اليك هذه القصة القصيرة والتي ترويها سيدة فاضلة وداعية فتقول : ذهبت للمستوصف وبعد أن أخذت رقم الدخول  وجلست أنتظر دوري دخلت شابة جميلة ولكنها متبرجة  وملابسها غير محتشمة أخذت رقمها وجلست .. كان هناك شيء بداخلي يدعوني لتقديم نصيحة لها  و بعد تردد توكلت على الله وجلست بجانبها ،سلمت عليها وأخذت أعاتبها بلطف وأبين لها  ما وقعت به من مخالفات لأوامر الله  فما كان منها إلا أن نهرتني بشدة لتدخلي فيما لا يعنيني  فهي حرة فيما تعمل وترتدي .. كما تقول !! عدت لمكاني ،
ولكن ذلك الهاتف بداخلي عاد هو أيضا ..  لم لا أحدثها عن الموت هادم اللذات
توجهت إليها مبتسم
وطلبت منها أن تجيبني على سؤال واحد فقط
فقالت بتأفف : تفضلي .
قلت: لو جاءك ملك الموت الآن ماذا ستقولين له ؟
ردت - وليتها ما ردت-  فقالت بسخرية : أقول له  
: كش .. كش ..
نزلت إجابتها كالصاعقة علي ليظهر رقمي في اللوحة ..
دخلت على الدكتورة وأنا بحالة ذهول   كيف لإنسان أن يتفوه بتلك الكلمات ..  خرجت بعد إجراء اللازم لأرى جمهرة من النساء والممرضات
يرددن " إنا لله وإنا إليه راجعون "
اقتربت أكثر فماذا رأيت ..


إنها تلك الشابة وقد سقطت ميتة لقد كان يومها  وما ذلك الهاتف إلا لإعطائها الفرصة لتنوي التوبة  ولكنها لم تستفد من هذه الفرصة.. أتى ملك الموت وما استطاعت أن تقول له شيئا ..

أسأل الله الكريم المنان أن تكون كلماتي وصلت لقلبك الممتلئ بالإيمان وإلى اللقاء في أرض الجنان
والسلام.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق