الجمعة، فبراير 15، 2013

رسالة إلى مستمع الغناء


رسالة إلى مستمع الغناء


أحبتي في الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب هذه الكلمات بمداد المودة وأسطرها بقلم المحبة وأعطرها بشذى الإخاء .. و أبعثها إليكم يا من أُحب لكم الخير !! 
فقد أُعجبت بكم وبخلقكم الرفيع وحبكم للخير وأهله، فعزمت على كتابة هذه الرسالة انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة)فعسى أن تحظى بشيء من اهتمامكم .. فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها ..
أحبتي في الله : لقد رأيتكم تستمعون إلى الغناء فساءني ذلك –والله- وكدرني أيما تكدير، لما في ذلك من عصيانٍ لله ولرسوله، ولست بحاجة إلى سرد الأدلة التي تدل على تحريم الغناء فقد غدا حُكمه أمراً واضحاً لكل مسلم، ولكني أكتفي بقَسَم الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود حين أقسم ثلاثاً في قوله تعالى { وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } أن لهو الحديث هو الغناء وأن صاحبه متوعد بالعذاب المهين والعياذ بالله .  
أخي الحبيب  اختي الفاضلة : كيف عدلتم عن سماع الآيات البينات إلى الأغنيات الماجنات؟؟ وكيف تستمعون إلى ما يذكي نار الشهوات ويدعو إلى الفاحشة والمنكرات؟؟ وكيف تطرب بصوت الشيطان وهو يتغزل في محاسن النساء وبجانبك زوجتك او زوجك أو أمك أو أختك وأخوك؟؟ بل كيف يكون شريط الغناء رفيق دربك في منزلك وسيارتك وقد سمعتَ عن كثيرين رددوا ما طربوا له عند سكرات الموت ؟؟ 
وتأمل كيف كان السلف يتورعون عن سماع الغناء : عن نافع أنه قال: كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما في طريق فسمع زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه ثم عدل عن الطريق؛ فلم يزل يقول: يا نافع أتسمع ذلك؟ حتى قلت: لا ؛ فأخرج أصبعيه وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع وقال الفضيل بن عياض رحمه الله : الغناء رقية الزنا. 
وقال بعضهم: الغناء رائد من رواد الفجور. وقال يزيد بن الوليد: إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد الشهوة ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعله السكر وتأمل عقاب من يتساهل في سماع الغناء : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ } : مَنْ جَلَسَ إلَى قَيْنَةٍ يَسْمَعُ مِنْهَا صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ  .{ 
قَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ : السَّمَاعُ يُورِثُ النِّفَاقَ فِي قَوْمٍ ، وَالْخَنَا فِي قَوْمٍ ،وَالْكَذِبَ فِي قَوْمٍ ، وَالْفُجُورَ فِي قَوْمٍ ، وَالرُّعُونَةَ فِي قَوْمٍ ، وَأَكْثَرُ مَا يُورِثُ عِشْقَ الصُّوَرِ وَاسْتِحْسَانَ الْفَوَاحِشِ ، وَإِدْمَانُهُ يُثْقِلُ الْقُرْآنَ عَلَى الْقَلْبِ وَيُكْرِهُهُ إلَى اسْتِمَاعِهِ بِالْخَاصَّةِ ، وَهَذَا عَيْنُ النِّفَاقِ بِالِاتِّفَاقِ . وَذَلِكَ لِأَنَّ الْغِنَاءَ قُرْآنُ الشَّيْطَانِ قلّما يَجْتَمِعُ مَعَ قُرْآنِ الرَّحْمَنِ فِي قَلْبٍ وَاحِدٍ أَبَدًا ، وَلِهَذَا كَانَ الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ . وَأَيْضًا أَسَاسُ النِّفَاقِ أَنْ يُخَالِفَ الظَّاهِرُ الْبَاطِنَ ، وَهَذَا الْمُسْتَمِعُ الْغِنَاءَ لَا يَخْلُو أَنْ يَنْتَهِك الْمَحَارِمَ فَيَكُونُ فَاجِرًا أَوْ يُظْهِرُ النُّسُكَ وَالْعِبَادَةَ فَيَكُونُمُنَافِقًا فَإِنَّهُ مَتَى أَظْهَرَ الرَّغْبَةَ فِي اللَّهِ وَالدَّارِ الْآخِرَةِ وَقَلْبُهُ يَغْلِي بِالشَّهَوَاتِ وَيَلْذَعُ بِنَغَمَاتِ الْآلَاتِ وَمَحَبَّةِ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ أَصْوَاتِ الْمَعَازِفِ وَمَا يَدْعُو إلَيْهِ الْغِنَاءُ وَبَهِيجُهُ مِنْ قَلْبِهِ كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ نِفَاقًا ، فَإِنَّ هَذَا مَحْضُ النِّفَاقِ .أ. هـ وحاشاك أن تكون ممن حدث عنهم النبي صلى الله عليه وسلم كما روى أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
 } لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ { رواه البخاري ِ
وختاما يا أخي وانت ياأختي:
هذه دعوة صادقة إلى العودة إلى الله، والاستعداد إلى يوم الرحيل يوم لا ينفع مال ولا بنون يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه
فأمامنا ظلمات القبر وأهوال القيامة وشدة الموقف والمرور على الصراط فالله الله بالتوبة والرجوع إلى الله و
أسأل الله أن يعصمكم عن سماع ما يسخطه وأن يطهر قلوبكم وسمعكم وأن يحبب إليكم سماع كلامه والإقتداء بسنة نبيه وأن نكون وإياكم من المتعاونين على طاعته   فقني الله وإياكم إلى كل خير …وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

والسلام عليكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق